«فرانس برس»: العقوبات الأوروبية تعمق أزمات قطاع الطيران الإيراني ومعاناة المواطنين
«فرانس برس»: العقوبات الأوروبية تعمق أزمات قطاع الطيران الإيراني ومعاناة المواطنين
أدى فرض عقوبات أوروبية جديدة على شركة "إيران إير"، شركة الطيران الوطنية الإيرانية، إلى تعميق أزمة قطاع الطيران الإيراني المتأزم، ما أثر بشكل مباشر على المهنيين الإيرانيين مثل المصورة طناز، التي حُرمت من السفر إلى باريس لتنفيذ مهمة عمل.
العقوبات الغربية
وذكرت وكالة فرانس برس، في تقرير لها الجمعة، أن ذلك يأتي ضمن حزمة من العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على كيانات إيرانية متهمة بدعم روسيا في الحرب ضد أوكرانيا عبر تزويدها بالصواريخ والطائرات المسيّرة.
وأوضح التقرير أنه رغم نفي إيران المتكرر تزويد موسكو بأي أسلحة، تواجه شركات الطيران الإيرانية الآن عقبات جديدة حيث أوقفت "إيران إير" كل رحلاتها إلى أوروبا، ما يجعل السفر الدولي باهظ التكلفة ويضعف فرص العمل الخارجية للإيرانيين، كما يزيد من صعوبة حياتهم اليومية في ظل البدائل المحدودة التي تفرض على الركاب محطات توقف طويلة.
تزايد التحديات
يعيش قطاع الطيران الإيراني منذ سنوات تحت وطأة العقوبات الغربية التي فرضتها الولايات المتحدة وأوروبا، ما أدى إلى عرقلة قدرة إيران على اقتناء الطائرات الحديثة وقطع الغيار الأساسية وصيانة أساطيلها الجوية.
يقول الاقتصادي دانيال رحمت إن العديد من الطائرات باتت خارج الخدمة نتيجة لذلك، ما أدى إلى تراجع في معايير السلامة وتفاقم أزمة النقل الجوي في البلاد.
وأطلقت "إيران إير" في مواجهة هذه العقوبات رحلات إضافية إلى وجهات قريبة مثل إسطنبول، لتكون محطة توقف للمسافرين إلى أوروبا، فيما توفر شركات طيران من دول الجوار رحلات مكلفة وغير مباشرة، مما يضيف أعباء مالية وساعات سفر طويلة على المسافرين الإيرانيين.
تداعيات اجتماعية واقتصادية
تأثيرات العقوبات لم تتوقف عند الطيران فحسب، بل طالت جميع جوانب الحياة في إيران، فقد ساهمت هذه العقوبات في ارتفاع التضخم، ما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية للإيرانيين وزيادة تكلفة المعيشة، إضافةً إلى أنها تعيق وصول المواطنين إلى الأسواق والخدمات العالمية.
ويعبر الخبراء عن قلقهم من تأثير هذه العقوبات على التوجهات المستقبلية لإيران، حيث يؤكد سعيد ليلاز أن العقوبات فاقمت أزمة الطيران، لكنها ليست السبب الوحيد، إذ يعاني القطاع أيضًا من سوء الإدارة والفساد، ما جعل مهمة السفر للمواطنين عبئًا يثقل كاهلهم ويزيد من تقييد حريتهم المهنية والشخصية.
محدودية الخيارات
أدت العقوبات إلى تعزيز التوجه الإيراني نحو بناء علاقات مع حلفاء غير غربيين مثل الصين وروسيا، في وقت يبرز فيه الطلب المرتفع على الرحلات الجوية إلى شرق آسيا، وذلك لتجنب العوائق المفروضة من قبل الغرب، ومع أن الرئيس الإيراني يسعى لتخفيف العزلة الاقتصادية عبر مفاوضات غير مباشرة مع واشنطن، فإن النزاعات الإقليمية تقف عقبة أمام التقدم في هذا المسار.
بالنسبة للمصورة طناز، فقد أصبحت قيود السفر تعكس حالة البلاد ككل، إذ تقول بتنهّد: "أتمنى فقط أن نتمكن من أن نعيش حياة طبيعية".